محاولة نسيان


" على الهامش :
أنثى تستدرج النسيان إلى أروقة ذاكرتها
وما زال النسيان في الطريق.. "



شوقاً..
كان الوقت يحتضننا ..
ودون أن ندري .. يسرقنا!
وبعد أن يمضي.. يعيدنا..
وبقي يدور بنا .. إلى أن نفانا ..


طهراً ..
كانت أحاسيسي تتعرّى لك ..
كي تراها بكل شفافية ..
إلا أنك لم تظن بي خيراً..
وظننتَ أن ذلك كان عهراً..
حقاً.. إن بعض الظن إثم..


سحقاً..
فقد جعلت قلبي مطفأة لسجائر وعودك..
سيجارة وراء سيجارة..
إلى أن امتلأت المطفأة بأعقاب الوعود..
ولم يعد هناك متسع لوعد محترق آخر..


ظلماً
بقي قلبي كقطعة " لبان " مُضِغَت بفم من العواطف الكاذبة..
إلى أن مللتَ طعم ذلك " اللبان القلبيّ " .. فرميته ..
واستبدلته بقطعة " لبانٍ قلبيٍّ " أخرى


ندماً..
أبكي على كل دقيقة وُلدِت بين أحضانك..
وعلى كل موعد.. كنت أنت عنوانه..
وعلى كلمات .. تزينت بأجمل زينتها لأجلك..


ألماً..
تتسلل صورتك إلى أروقة ذاكرتي
فتنتشر في الأرجاء رائحة الماضي المقززة
فتُثار عيناي.. فيأتي الدمع ليطفئ نار الإثارة..
دمعاً عليّ.. لا عليك..


شكراً..
فقد فتحتُ في مصرف العمر حساباً..
ادخرتُ فيه كل لحظة كان فيها الفرح ضيفاً..
وفي أيام الألم هذه.. سأنفقُ ما ادّخرته من فرح..
حمداً لله.. فهو من كان لي عوناً..


صدقاً..
إن فيك شبهاً من حذائي.. ذو الكعب العالي
مهما على وارتفع.. يبقى مستواه.. عند القدم..


فعلاً..
رسمتَ لي معنى خيبة الأمل.. على ورق الواقع
بفرشاة لم تغسل شعر رأسها إلا بالوحل


عبثاً..
لِمَ لم أذهب إلى وزارة القلوب؟!
لو ذهبتُ.. لقمت بتصديق كل وثائق حبك ووعودك..
ففي حوزتي الآن.. كثير من وثائقك "غير المصدَّقة ".. التي تشهد على غفلتي..
إلا أن القانون.. لا يحمي المغفلين..
وكم كنت مغفلة آنذاك..


يوماً..
قد نتلاقى عند مفترق طرق
فأذهب أنا في طريق.. وأنت تذهب ضده..
ونترك وراءنا فاصلة منقوطة.. تعلل سبب سلوكنا لطريقين مختلفين..


حتماً..
سنلتقي يوماً في إحدى شوارع العمر
أنا وأنت في مكان واحد..
تماماً.. كحرف يشترك في كلمتين في شبكة كلمات متقاطعة..


أبداً..
لا أريد لهذه اللحظة أن تولد..
لحظةٌ تُجَرّدُنا من الأسئلة.. سؤالاً سؤالاً..
ونُلبِسُ أنفسنا أجوبة.. أو بالأحرى.. شبه أجوبة
تقينا ألم الذكرى.. ووجع الضمير..


ويلاً..
من العتاب.. ويلاً من صابون القلوب..
لستُ خائفة من ذلك الصابون..
فصابون قلبي قد ذاب..وهو يغسل قلبي..
لكثرة ما عَلِقَ منك به..


دوماً..
سأحبك أيها الماضي ..
ولن أكرهك لمجرّد شائبة علقت بك يوماً ..
فتلك الشائبة قدّمت لي "خبرة" لم تكن لِتُقَدّم إلا من خلالها..


مهلاً..
صحيحٌ أن سماء روحي .. مُعكّرٌ صفوها..بسببك..
فغيوم الخيبة ما زالت تقطنُ تلك السماء..
إلا أن شمس الحياة ستشرق .. ولو بعد حين..


رفقاً..
فأنا لستُ سوى روحٍ تسلقت سُلّم الحياة ..
وتعثرت بحجرٍ صغيرٍ من بني الرجال..
وسقطت إلى بداية ذلك السلم .. إلا أن ذلك ليس ضعفاً..
بل قوة أُسعَفُ بها أثناء تسلقي مرة أخرى..


حتماً
ما زالت ذاكرتي تعلك اسمك
لكني أبشرك.. بأنها سوف تبصقك عما قريب..
ولن تبتلعك أبداً..


فوراً
ستُقلع طائرة من مطار قلبي..
محمّلةً بكل الأحزان التي قَدِمَت منك إليّ..
فكل حزن.. قطع تذكرة " خروج نهائي " من مملكتي..